يُعَد حي الفهيدي التاريخي أحد أبرز المعالم الثقافية
والتراثية في دبي، وهو شاهد على تاريخ الإمارات العميق وحياة الأجداد، ويرى أهل
الإمارات أن الحي الذي يقع على خور دبي بالقرب من ديوان الحاكم، هو مركز الثقافة
والتراث في دبي، ويشكل جزءاً حيوياً من الهوية الوطنية والتراث الإماراتي.
حصن الفهيدي
مثل قرار سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد
دبي، رئيس المجلس التنفيذي، إعتماد الرؤية والتصميم النهائي لمشروع إعادة تأهيل
حصن الفهيدي التاريخي الواقع ، خبراً سعيداً لأهل الإمارات وذلك لما يمثله لهم حي
الفهيدي تاريخياً وإستراتيجياً، حيث يعد حصن الفهيدي من معالم الإمارة التاريخية،
وهو أقدم المباني فيها ويعود تاريخ إنشاؤه 1799، وكان ذلك بغرض حماية المدينة.
وشهد العام 1970إجراء عملية ترميم شاملة للمبني، حيث أعيد
بناؤه باستخدام المواد الإنشائية الأصلية، ليتم افتتاحه رسمياً كمتحف في 12 مايو
1971 على يد المغفور له بإذن الله، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه. و
يقدم الحصن نظرة شاملة لتاريخ دبي وتراثها، • ومن
معروضاته الأثرية، النحاسيات والخزفيات والفخاريات التي وجدت داخل قبور يعود
تاريخها من ثلاثة إلى أربعة آلاف سنة.
موقع استراتيجي وأدوار مهمة
يقع حي الفهيدي على خور دبي، ويؤدي دوراً مهماً في علاقات دبي
التجارية والبحرية، ويتمتع بموقع إستراتيجي حيث أنه يجاور ديوان الحاكم، ويمثل
الحي التاريخي، المعروف سابقًا باسم "البستكية"، قلب دبي القديمة
ومركزها الثقافي النابض بالفعاليات على مدار العام، ويضم حي الفهيدي سوق الأقمشة
التقليدي والمتاجر والخياطين الماهرين الذين يحافظون على الطراز القديم
عمارة إستثنائية
تؤكد العمارة في حي الفهيدي على البراعة الهندسية التقليدية،
وتبرز (البراجيل) كمعلم مهم في جغرافيا الحي التاريخي، وتواجدت البراجيل في فناءات
المنازل التقليدية على امتداد منطقة الخليج، وقدّمت صورةً مميزة بأفق الأحياء
التاريخية لمدن الخليج، وهي أيضًا وظيفية للغاية، حيث استخدمت الرياح لتوفير طريقة
فعالة وطبيعية للتبريد في المباني، كما تقدم الازقة الضيقة والمباني التراثية في
الحي تجربة فريدة للزوار تعيدهم إلى العصور القديمة وتبرز جمال وبساطة الحياة في
الماضي.
فعاليات مستمرة
حي الفهيدي تحول من مجرد موقع تاريخي وأثري، إلى مركز ثقافي
ينبض بالحياة وذلك من خلال إستضافته للعديد من الفعاليات التي عززت موقعه في خريطة
الثقافة بالمنطقة، وأصبح الزوار يتوافدون إليه من كل دول العالم لإستكشاف التراث
الإماراتي والاستمتاع بتجارب ثقافية غنية، ومن بين الفعاليات التي يشهدها الحي، مهرجان
سكة للفنون، الذي يجذب الفنانين من مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى برامج
الفنانين المقيمين واحتفالات المناسبات الوطنية والدينية. هذه الفعاليات تسهم في
إحياء التراث وتعزيز الوعي الثقافي بين الزوار والمقيمين.
رؤية سديدة
حي الفهيدي ليس مجرد موقع تاريخي وأثري، بل هو قصة تراث وهوية
إمتدت عبر العصور لتعكس فخر الإمارات بتاريخها الناصع وتطلعها الدائم لمستقبل أكثر
إشراقاً مقدماً للزوار تجربة لا تُنسى. وتعكس عملية الحفاظ على هذا الحي التاريخي
وتطويره المستمر سداد رؤية القيادة الإماراتية في تعزيز التراث والحفاظ على
مكوناته للأجيال القادمة.